تأملات بنبوية، الحلقة التاسعة

يُعرّف بن نبي العالم الثقافي بوصفه “بِنية متحركة” متلائمة مع العلاقات بين الأشياء والأشخاص والأفكار، وأن الأزمات الاجتماعية دليل على اختلال التوازن بين العناصر الثلاثة، وخلال المراحل الانتقالية يتم تحديد نتائج الصراع بين العوالم الثلاثة الذي يحدث في قلب العالم الثقافي بحيث تكون النتيجة بالضرورة وفقا لاتجاه المجتمع في سلّم الحضارة. المزيد ›

داخل مالك بن نبي

تأملات بنبوية، الحلقة الثامنة

أسقط بن نبي فكرة هيغل حول الصيرورة الفلسفية للعالم -والتي تعني أن التفكير العقلي إنما لابد آيل إلى مسارات محددة عبر الزمن- على العالم الثقافي معتبرا إياه أنه أيضا يتخذ لنفسه مسارا فعليا ضمن السياقات التاريخية والاجتماعية الفعلية والتي تتمحور حول العوالم الثلاث: أشياء، أشخاص وأفكار باعتبارها مقاييس ثابتة ومتداخلة بحيث تتحدد العلاقة بينهما في كل لحظة، ولما يحصل الارتكاز في لحظة ما على أحدها فإنه يكون مؤشرا على اختلال حاصل في المجتمع، وطغيان أحد العناصر الثلاث على الأخرى ما يعني حدوث إفراط في أحد النشاطات على حساب الأخرى، فكيف يمكن أن نحدد طبيعة العلاقة بينها ضمن المجال الإسلامي الراهن؟ المزيد ›

داخل مالك بن نبي

أسئلة الفكر وأجوبتها (6)

في هذه الحلقة نعالج مسألة العلاقة مع التنظير والممارسة العملية، ضرورة التنظير الذي يسبق ويوازي العمل، وعلاقة العلم بالأيديولوجيا هل هي ممكنة، وكيف هي ممنكة، ثم نعرج إلى موضوع العولمة وإمكانات التحرر الثقافي والاقتصادي، وهل يمكن قلب الموازين من داخل العولمة أم أن الأمر يتطلب بديلا جذريا…

المسألة الأولى: ما حدود التنظير في حين أن هناك علاقة جدلية بين الميدان والنظرية؟  ذكرتم “أن تبقى السياسة سياسة والعلم علما” كيف ذلك؟ وقد أشرتم سابقا إلى أن “الفكر لابد له من إطار اديولوجي كي يضمن له الفاعلية” وكذلك أن “الفكر لا يتحيز” أرجو منكم تفصيل أكثر في هذه النقطة. المزيد ›

داخل أسئلة الفكر وأجوبتها

تأملات بنبوية… الحلقة السادسة: أهمية العناية بالطبيعة الإنسانية،

للفرد حاجات أساسية يتوجب عليه تلبيتها بغض النظر عن طبيعة أسلوب حياته، لذلك فإن على الفرد أن يبذل مما يجده في تركيبه الطبيعي من “طاقة حيوية” يعمل على تسخيرها لتلبية حاجاته، ولما كانت الطاقة الحيوية ذات طبيعة بهيمية وهمجية، فإن تعارضا ضروريا سينشأ بين سعي الفرد لتحقيق حاجاته الخاصة وبين ضرورة اندماجه في المجتمع العام الذي يقتضي حدّا أدنى من السلوك المنضبط، ذلك أن المجتمع أيضا يفرض قواعدا وأحكاما على أفراده لا تقل أهمية عن الجبلّة الغرائزية للفرد. المزيد ›

داخل مالك بن نبي

في كيفية تحول التنظير إلى واقع فعلي.

أو في العلاقة بين الحيرة الفردية والإكراه الإجتماعي.
لعل من الأهمية بمكان بيان العلاقة بين الواقع الحاصل راهنا والمثال المنشود مستقبلا، والذي هو في جوهره العلاقة بين سعي فردي للسمو الروحي والمعرفي (الذوق الفردي) وبين إدارك علاقته بالشروط الاجتماعية الإكراهي والقهري (الحس المشترك) في سبيل تحقيق الآمال والطموحات، لذلك وعلى على سبيل الإنارة سأحاول بسط الرأي في موضوع العلاقة بين الفردي والاجتماعي؛ إذ وتأكيدا على أن مفهوم النظر والتنظير لا يتعلق بالمسائل العملية المباشرة للفرد، يأتي السؤال ماذا يفيد النظر والتنظير إذا لم يفد الشخص ذاته وبشكل مباشر في تخطي مشكلاته الذاتية، تلك التي تحاصره من كل مكان، فليس على الفرد أن يستحضر زاده النظري (العلمي) ليتصرف، ومحاولة مثل هذه هي بمثابة محاولة في تخطي الحقائق الموضوعية وتجاوزها.

المزيد ›

داخل المقالات

تأملات بنبوية… الحلقة الخامسة: علاقة الثقافي بالطبيعي في الإسلام

تأتي الكائنات الحيوية العضوية إلى هذا العالم وهي مجهزة بآليات دفاعية للتناسب مع المحيط البيئي الذي تنوجد فيه، فالله “أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ“، إذ للهداية هنا معنى طبيعي يشير إلى مبدأ التكيف، أي أنه أعطى خلقا أوليا لكل ما خلق وركب فيه الآليات التي يتماهى فيها مع الأوضاع المختلفة، وطبيعي أن يؤدي التكيف إلى آثار مستمرة ودائمة على تكوينية الكائن العضوي، والمقصود بـ”دائمة” هو أن الأثر الراهن سيمتد تأثيره إلى اللحظات الموالية إلى لا إلى نهاية من الأوضاع المحيطة؛ أما معنى أن تكون “مستمرة” يعني أن تأثير المحيط على الكائن العضوي متواصل، إذ كل لحظة تهب جديدا للكائن، وهذا يدل على وجود حركية مضاعفة: أثر اللحظة على بنية الكائن العضوي الثابتة، وأن لكل لحظة إمكان تأثير على الكائن، وهذا يفتح الإمكان على تشاكل لا نهائي لوجود حيوي مستمر عبر الزمن، وذلك معنى الآية (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) و(يزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ). المزيد ›

داخل مالك بن نبي

بناء الدولة وعلاقته بالوحي المحمدي

كانت البيعة منعرجا نقل المجتمع الجديد إلى مرحلة الالتفاف المعنوي حول الدين الجديد وشخصه المركزي محمد، ذلك أنها جاءت على شاكلة “عقد سياسي” غايته أن حماية الدين ومقوماته التي ستكون أولوية مركزية للذين قدموها، والمبايعة في العرف الديني تجارة مع الله بالمعنى الديني، بحيث هي بيع المؤمنين أنفسهم في سبيل تلك الفكرة، فكرة حماية الثقافة الوليدة وجماعتها الحاضنة لها، وحيازة المقومات اللازمة لذلك والتي تندرج تحت إطار فكرة الدولة التي تأسست استجابة لمقتضى المشروع الروحي المحمدي –الإسلام- في تثبيت استقراره أولا وضمان استمراره ثانيا.

المزيد ›

داخل المقالات

نظرية التعلم الجشطالتية وعلاقتها بالفلسفة الظاهراتية

راس نعامة أحمد، خديجة كعبوش (*)

الجشطالت (Gestalt) جزءا من مصطلحات علم النفس الفنية المستخدمة عالميا ، و الكلمة تعني أقرب ما يكون الصيغة أو الشكل أو النموذج أو الهيئة أو النمط أو البنية أو الكل المنظم ، كذلك الكل المتسامي و الجشطالت كل مترابط الاجزاء باتساق و انتظام ، أو نظام فيه تكون الاجزاء المكونة له مترابطة ترابطا ديناميا فيما بينها و ما بين الكل ذاته ، أو قل هو كل متكامل كل جزء فيه له مكانه و دوره و وظيفته التي تتطلبها طبيعة الكل ، و الجشطالت هو النقيض للمجموع إذ أن المجموع ليس أكثر من حزمة من الأجزاء أو سلسلة من القطع او الاجزاء التي قد تكون مشبوكة أو ملصقة بعضها ببعض بطريقة عشوائية فهذه المدرسة (الجشطالت) يحلون محل التحليل وصفا ظاهراتيا (فالظواهر السيكولوجية هي التجارب المباشرة للشخص ، بدليل أن التحليل موصوم بأنه خداع و مشوه للحقيقة ثم استبداله بالحدس الذي هو عودة إلى المعطيات المباشرة للشعور). المزيد ›

داخل مسالك المعرفة

مفهوم الثورة العلمية عند توماس كون

سليمان بن يوسف (*)، محمد عوف (**)

توماس صامويل كون (19221996) هو مفكر وفيزيائي أمريكي أنتج بغزارة في تاريخ العلوم وفلسفة العلوم، تحصل على شهادة في الفيزياء من جامعة هارفرد ثم كان من حسن الحظ أن شارك في إحدى المواد الدراسية  التطبيقية حول تاريخ العلوم، تقدّم فيها الفيزياء لغير العلماء، هناك شُغِف كون بالموضوع عندما بدأ اكتشافه للنظريات القديمة جداً في الفيزياء، مما جعله يعيد التفكير في طبيعة العلم وعلل تطوره إلى حدّ الآن. المزيد ›

داخل مسالك المعرفة

إدموند هوسرل وتأسيس الفلسفة الظاهراتية

بكير عبدالعزيز، محفوظ بوعروة

إدموند هوسرل فيلسوف وعالم رياضيات ، ومؤسس لأهم مدرسة فلسفية في القرن العشرين ، ألا وهي مدرسة الفينومنولوجيا (الظاهراتية). وهوسرل إنشق عن النزعة الوضعية في الفلسفة والعلم في عصره ، ومن ثم قام بنقد النزعتين التاريخية والنفسية في المنطق (منا : مع الإنتباه إلى إن هوسرل في بواكير بحثه كان مناصراً للنزعة النفسية في المنطق ولهذا وجه إليه جوتلوب فريجة نقداً في حينها) . كما إنه وسع من حدود التجريبية ولذلك إعتقد إن التجربة هي مصدر كل المعرفة. المزيد ›

داخل مسالك المعرفة
مايو 2025
د ن ث أرب خ ج س
 123
45678910
11121314151617
18192021222324
25262728293031

الأرشيف

إحصائيات الموقع

167549
اليوم : 4
الأمس : 130
هذا الشهر : 4
هذا العام : 16261
مشاهدات اليوم : 5
مجموع المشاهدات : 507509
المتواجدون الآن : 2