تعريف بمضمون الكتاب رغم مرور ما يناهز القرن على تدبيج راسل لصفحات "النظرة العلمية" سنة 1931، ما تزال الكثير من مقولاته حية تستحق النظر وإعادة النظر، لما تتضمنه من شهود منقطع النظير ليس فقط على النظر العلمي وتطوراته بل عن علاقة النظرة العلمية بالحياة البشرية في أدق تفاصيلها، هنا تحديد تأتي الأهمية المركزية للكتاب بين أيدينا: إنه وصل لأقصى التجريد العل مي بأدنى الواقع الحياتي للبشر، أو هو الجواب عن السؤال: كيف انعكس الوعي العلمي على الواقع بعد أن كان يمارس لمجرد الرغبة وتحقيق الانتشاء بالاكتشاف إلى صيرورته سبيلا إلى السلطة والتحكم الرفيع في أدق تفاصيل حياة الناس. لذلك جاء الكتاب موسوما بـ"المجتمع العلمي" بوصفه نشأة جديدة انبثقت حديثا بفضل الطفرة التي حصلت في مجال العلوم والتقنية.