الاغتراب المزدوج للباحث المسلم

في أزمة العلاقة بين الدين والمعرفة في الفكر الإسلامي (1)

يجد الباحث نفسه في العالم الإسلامي مضطرا لأن يتخذ لنفسه موقع المتابع لجديد المعرفة الصادر من مجال ثقافي ليس مجاله، هو المجال الغربي الذي امتلك زمام الوقوف على ذروة المعرفة، بحيث ينصب همّ الباحث المسلم على أن لا يفلت منه خيط ذروة المعارف الحاصلة خارج نطاق حيزه الثقافي، مكانيا ولغويا، وبحيث يؤدي جهدا مضاعفا في التنقيب والمتابعة لمادة نظرية تتحدث بمنطق ثقافتها، بحيث عليه أن ينقلها إلى منطق ثقافته، فضلا عن اللغة التي تصدر بها تلك المعارف فهو يضطر لتعلّم لغة ثقافة أخرى أو انتظار جهود مترجمين آخرين أحسنوا النقل أم لم يحسنوا. المزيد ›

داخل الملتقيات

مقومات فعل التفلسف (1)

بداية لابد من الإشارة إلى أن المقصود بالتفلسف لا يقتصر على أقسام الفلسفة بقدر ما هو محاولة في تفسير وإضفاء المعنى على كل مجالات التخصص العلمية، بمعنى محاولة أن نقرأ المعطى التخصصي (سواء كان معلومة أو فكرة أو مفهوم أو نظرية أو منهج أو قاعدة) بمنظورنا الخاص، بأسئلتنا الخاصة النابعة من الواقع اليومي للإنسان فنسعى للربط بين الحياة التخصصية والحياة الخاصة، بحيث يتمكن الإنسان في الأخير من تحويل المضامين التخصصية الصماء إلى حقيقة تحمل معنىً نتحمس لإدراك كنهه وجوهره فنقبل عليه، ولعل التمكن من تحقيق تلك الصلة من أهم ما يدفع الإنسان للإقبال على التعلم والتكوين في أي مجال كان: اجتماعيات شرعيات طبيعيات تكنولوجيا… إلخ، ومنه فإن جدوى التفلسف اليوم هي أوثق ارتباطا بمضامين علمية وليس بمجرد تفكير منطقي صرف، فحتى المتخصص في الفلسفة يفرض عليه اليوم النفاذ إلى مضامين علمية متخصصة حتى يمكنه التفلسف بالشكل الأتم. فما هي الشروط العامة للتفلسف والتي يمكن أن يحصلها كل إنسان؟ المزيد ›

داخل الملتقيات

تأملات بنبوية، الحلقة السابعة

لكل مجتمع عالم أفكار يحمله الفرد في نفسه منذ ولادته، ولعالم الأفكار هذا دور السلم الموسيقي الذي على أنغام أسطوانته تنسجم الأجيال، والذي يغدو كنموذج مثالي يشكل القوام النفسي الاجتماعي لكل حضارة، مع ما يضفيه عليه كل جيل من مسحة خاصة به وبأفراده، بحيث يمثل “النموذج المثالي” ما سماه بن نبي بالأفكار المطبوعة، أما “المسحة الخاصة” التي يضفيها الفرد والجيل على النموذج الأساسي فهي الأفكار الموضوعة. (ص68) المزيد ›

داخل مالك بن نبي

ما الذي يجب الانتباه إليه خلال التحولات التاريخية؟

إذا كان لنا أن نعتبر أن التعارضات تشكل أهم مظاهر التحولات التاريخية داخل الجماعات الإنسانية، فإنه علينا أن نعتبرها في الوقت ذاته مظهرا من مظاهر التنافس المستمر داخل الجماعة الواحدة، التنافس الذي سوف لن ينتهي بانتهاء مرحلة التحول، إذ ومن رغم ما ينتج عنه من حالة جديدة فإن التنافس سيستمر ويأخذ أبعادا جديدة كل مرّة. المزيد ›

داخل المقالات

تأملات بنبوية، الحلقة السادسة

للفرد حاجات أساسية يتوجب عليه تلبيتها بغض النظر عن طبيعة أسلوب حياته، لذلك فإن على الفرد أن يبذل مما يجده في تركيبه الطبيعي من “طاقة حيوية” يعمل على تسخيرها لتلبية حاجاته، ولما كانت الطاقة الحيوية ذات طبيعة بهيمية وهمجية، فإن تعارضا ضروريا سينشأ بين سعي الفرد لتحقيق حاجاته الخاصة وبين ضرورة اندماجه في المجتمع العام الذي يقتضي حدّا أدنى من السلوك المنضبط، ذلك أن المجتمع أيضا يفرض قواعدا وأحكاما على أفراده لا تقل أهمية عن الجبلّة الغرائزية للفرد. المزيد ›

داخل مالك بن نبي

تأملات بنبوية، الحلقة الخامسة

إن ظهور “التوتر النفسي” كحالة تصاعدية لروح الفاعلية الإنسانية والمتوافق مع مقولة الاستجابة لتحد وجودي يجابهه الإنسان، يكشف عن جوهر الحالة بأنها “تكيّف” شبيه بنظيره البيولوجي عند الكائنات الحية عندما يواجهها طارئ ما، استنادا إلى أنه لن يحدث إلا في حالة دبيب الحياة في الكائن العضوي، تماما كما تكون المجتمعات التي تستجيب للتحدي حية بالمعنى الثقافي والروحي؛ لكن بادي الرأي يبدي علاقة أشد وثوقا بين التكوينين العضوي والثقافي قد تصل إلى حد التداخل والتلاحم. المزيد ›

داخل مالك بن نبي

النماذج الثقافية في الجزائر

محاولة منهجية (*)

 

النموذج السائد في تفسير نشأة الثقافات يقوم على أساسين: المعتقد الديني والانتماء الاثني، وهما عنصران يشيران إلى تكوين مصدره الأغيار وآخر إنّي المصدر، إلا أن المعضلة تتمثل في التصور الوثوقي في ثبات كل منهما عبر الحقب التاريخية التي تكوّنت فيها الثقافات. حيث الصورة السائدة عن كليهما هي كما يلي: أ- المكوّن العقدي: أنه مرّ بالحقب التاريخية دون أن يمسه تغير ووصل إلى المراحل اللاحقة صافيا من كل شائبة، ب- المكون الاثني: أنه صاف وراثيا أيضا، وأيضا أن الوراثة أمر قار لا يتغير، وأن التكوين الراهن للمجتمعات هو هو منذ نشأتها. وما لاحظه علماء الطبيعية والإنسانيات أن التكوين الثقافي للمجتمعات هو متغير عبر الحقب التاريخية وتتدخل فيها العوامل التالية: البيئة والوراثة والسلوكات، وأن هذه العوامل في حد ذاتها متغيرة أيضا، وأن التأثير المتبادل بين العوامل الثلاث والبناء الثقافي للمجتمعات قائم على التفاعل بينها كما يلي:

المزيد ›

داخل الملتقيات

أسئلة الفكر وأجوبتها (9)

جاءت أسئلة هذه الحلقة خاصة بالدين والتدين من حيث طبيعة الإنسان الوارد في النص القرآني، وكذا عن طبيعة النص ذاته لماذا هو غير برهاني وتعليلي وهل يعكس ذلك كل طبيعة التفكير الديني والتدين، وأخيرا إذا كان التعليل يلازم الدين لا محالة هل هو تعليل قبلي أو بعدي. المزيد ›

داخل أسئلة الفكر وأجوبتها

أسئلة الفكر وأجوبتها (8)

تعقيبا على ماورد في الحلقة الخامسة من تأملات بنبوية، جاء سؤال حول ترتيب مسألتي الخلق والتكيّف، فكانت محاولة تحديد الموضوع كما أوردت إشارات إلى موضوعات العلامة والوعي والتطور، والعلاقة بينها. المزيد ›

داخل أسئلة الفكر وأجوبتها

أسئلة الفكر وأجوبتها (7)

أربع مسائل عالجناها في هذه الحلقة، الأولى تعلقت بأبعاد الأزمة المعرفية حدودها ومستوياتها وحقيقتها، وكذا عن البدائل الممكنة وكيفياتها، الثانية حول ثنائيات المعرفة والقيم والتصورات الممكنة لها بعيدا عن تحيزات التاريخ والجغرافيا، والثالثة عن أثر التنظير للمجتمع حقيقته أثره وواقعه، واليأس الحاصل منه وإمكان استعادته. المزيد ›

داخل أسئلة الفكر وأجوبتها
أبريل 2025
د ن ث أرب خ ج س
 12345
6789101112
13141516171819
20212223242526
27282930  

الأرشيف

إحصائيات الموقع

167505
اليوم : 90
الأمس : 123
هذا الشهر : 4681
هذا العام : 16217
مشاهدات اليوم : 460
مجموع المشاهدات : 507458
المتواجدون الآن : 1