كيف يمكن أن نفهم وباء كورونا؟

وما هي أبرز النتائج على النظام البيولوجي-الاقتصادي العالمي؟

من الأهمية تمييز البيانات الحقيقة والمعاناة الفعلية من الوباء عن الأيديولوجيا والبروباغاندا في مسألة كورونا، وذلك بإدراك أن الوباء حقيقة فعلية تصيب الناس وتصل بهم إلى حد الهلاك، وأن من يستغل الوباء أيضا موجود كما يحصل في كل الأزمات، ففي كل أزمة يوجد من يستثمر فيها سواء:

  • لتحقيق مكاسب طبيعية تأتيه استنادا إلى الاحتياجات التي ستنتج عن انتشار الوباء، بعكس بعض القطاعات التي ستتضرر من الوباء وذلك المعنى الحقيقي للمثل: مصائب قوم عند قوم فوائد.
  • أو لتعقيد الأزمة أكثر فأكثر مثل التهويل الإعلامي أو العمل على نشر المرض أفرادا أو جماعات أو أنظمة ومخابر طبية، وذلك المعنى الحقيقي لمعنى الاصطياد في المياه العكرة.

وعلى ذلك يوجد من عمل على إيجاد الوباء قبل ظهوره، سواء بـ:

  • توفير المناخ البيئي والثقافي لانبثاقه، فخصوصية الصينيين وعلى خلاف بقية العالم أنهم يجمعون في مراعيهم الكثير من الأنواع الحيوانية، ففي مزارعهم يلتقي الدجاج مع البقر مع الخرفان مع الخنازير مع البشر! وذلك جو مثالي لإنبات المرض في الإنسان.
  • العمل المخبري على استنبات المرض وزرعه في مجموعة بشرية قصديا أو عفويا، فتوجد كثير من المخابر اليوم تدعي اقترابها من إيجاد اللقاح المضاد أو الدواء الشافي، ولا يكون ذلك إلا بناء على معرفة سابقة به وبما يشبهه من أوبئة خاصة وباء السارس.
  • كما يمكن أن يتدخل خلال لحظة ظهوره ليعمل على تحويله من وباء محلي (Epidemic) إلى جائحة عالمية (Pandemic)، كما تفعل بريطانيا التي اتبعت سياسة “مناعة القطيع” بمنطق البقاء للأصلح.

1- الوباء بين المصدر الطبيعي والتدخل الإنساني:

لقد بدأ الأمر بتحول الوباء المحلي إلى جائحة عالمية، فكان من الطبيعي أن يتحول الناس في بقية العالم، عدى الصين، من متفرّج ومتابع إلى مرعوب وخائف من أن يصل الوباء إلى عقر داره وجسده، والواضح أن الأخطر في الأمر كله هو أن الأمر متعلّق بفيروس ماكر يتسلل على حين غفلة من الإنسان ولا يكتشفه إلا وقد هدّه من الداخل، تماما كالأرضة التي تنخر الجسم الخشبي من الداخل، ولا يكتشف الإنسان إصابته إلا وقد مرّره لكثيرين آخرين، والسؤال هو كيف لفيروس بكل هذا الذكاء؟!

في الواقع ستدخلنا نظرية المؤامرة في مجاهيل قد توصلنا إلى حد الذهان والفصام، لكن يمكن أن نعود إليها كأداة تساعدنا على فهم الموضوع من زاوية شاملة؛ وأيا كان ومن خلال الفروض النظرية المتقدّمة يمكنني أن أصل إلى الخلاصة التالية: الوباء حقيقة تصيب الأشخاص بطريقة رهيبة تتمثل في عاملين أساسيين: 1- العدوى السريعة الانتشار، 2- الاختفاء الطويل لأعراضه. فينشأ عن الأول (الحجر الصحي) الاحتياطي وينشأ عن الثاني (وقت ضائع) كثير، وهو ما يؤدّي إلى إيقاف الحياة العادية بشكل ضروري، فهو وإن لم يكن مرعبا بقتل جميع من يطاله الوباء إلا أنه يؤذن بالحزن على أقرباء من المرضى والكبار السن.

أيا كان ومهما علت أصوات التشكيك في مصدر الوباء واعتباره مصنّعا بإرادة بشرية، فإن الحقيقة الموازية -كما يرى جارد دياموند- هو كون الفيرسات والإنسان مرتبطان منذ الماضي السحيق بصراع وجودي،بحيث تقضي الجراثيم على الإنسان بأضعاف الضحايا التي تخلفها قرارات وخطط الجنرالات العسكرية (1)، فطبيعة المرض جد ناعمه تعمل في النفوس أولا، في انتظار إصابتها الجسدية وربما موتها بشكل بطئ، كما أن عدو الجراثيم واحد لا يميز فيه إلا على أساس النوع الإنساني لا غير، فحتى وإن صحت نظرية المؤامرة فإنها لم تكن لتوجد لولا العالَم الطبيعي المؤسس لها، لذلك فإن الأجدى دائما هو العناية بالجانب الفعلي للمرض، خاصة في زمن اجتياحه.

2- تطور الأوبئة مرتبط بالتطور الحضاري للبشر:

إضافة إلى الارتباط الأصيل للأوبئة بالإنسان، يأتي عامل التقدّم الاجتماعي والتكنولوجي، فمن الناحية التاريخية ارتبط ظهور الأوبئة بـ: 1- اكتشاف الزراعة و2- ظهور التمدّن، إذ عمل الأول على استقرار الإنسان والثاني على تكثيف العمران الإنساني في مناطق ضيقة، فيرى دياموند أنه لا وباء في تجمع سكاني يقل عن نصف مليون نسمة، فالأوبئة إذن من محدثات الحياة الزراعية والازدحام في المدن، أما 3- التقدّم التكنولوجي، فيعود إليه انفجار وضع كورونا العالمي، حيث قامت إصلاحات القائد دنغ شياوبينغ على مبدأ ربط الصين بالعالم الرأسمالي اقتصاديا وتجاريا بقوة، وبالتالي فتح خطوط المواصلات مع العالم بكل أنواعها، ومع الخصوصية الصينية المليارية، يكون انفتاح الصين بمثابة غزو ديمغرافي للعالم، وذلك كان من الأسباب الرئيسة لاستفحال كورونا.

ولعل بينغ أراد بذلك أن يواجه الرأسمالية بطريقته، وهي أن يقضي عليها بالدخول في معمعتها، -فيحقّق نبوءات ماركس من منظور تجديدي- ويكون سلاحه في كل ذلك الديمغرافيا السكانية العظيمة، وبواسطة سلاح خطر على بال بينغ أم لم يخطر هو الغزو الجرثومي للعالم، والحقيقة الجامعة هي أن الغزوة الجرثومية الصينية للعالم تظل آليتها الدقيقة غير معروفة سواء كانت غزوة مقصودة أو عفوية وسواء كانت مصنوعة صينيا أم لا، ولعل ذلك هو الأساس الجوهري للحرب الجارية اليوم، الدخول في حرب لا يقين فيها، ومنطق الدخول في الحروب اللايقينية ينتج إما عن يأس من تعقّد مشكلات النظام الرأسمالي الحاكم للعالم عند أصحابه الغربيين، أم من سعي حثيث ومصمم من طرف الصّين لإيجاد المدخل المناسب للانطلاق في المعركة الأخيرة للقضاء على الرأسمالية، وكلا الخيارين يكشفان عن نزعة فوضوية تتحكم حاليا في الفاعلين الحربيين والاستراتيجيين.

أيا كان ومهما بلغ الصراع والحرب فلاخيار أمامنا إلا أن نتضامن جميعا من أجل الحفاظ على ما نتنافس عليه، والتضامن يتراوح بين حدّين التعاون الشعبي بتحقيق الناس الحجر الصحي على أنفسهم في كل مكان في العالم، وهو ما يبدو أنه اخترق إلى درجة كبيرة بسبب تدني درجات الوعي بأهمية الحجر وضرورته، فكم من مسافر مؤقت يحارب في سبيل العودة إلى بلاده والوباء قد استفحل في بلد سفره، وكم من مسافر في أرجاء بلده والوباء قد استفحل فيه، والأدهى من كل ذلك إقدام المهاجرين على العودة إلى بلدانهم، في وقت تطلب فيه الأمر تدخل السّلَط لحجز وحجر كل بشر يدب على الأرض داخل جغرافيتها في وقت قياسي وحقيقي، إلا أن التدخلات تأخرت بمنطق رجل الدولة التقليدي البارد، ويبدو أن طبيعة الوباء مختلفة نوعيا عن طبيعة المنظومة العالمية ورجل دولتها.

3- وباء كورونا إيذان فعلي وقوي بنهاية دورة حضارية في التاريخ الإنساني:

وباء كورونا تطلّب أجهزة دولة تتعامل بمنطق استعجالي على طريقة رجل الإطفاء، لكنها تعاملت بطريقة رجل العدل الذي لا يتدخل إلا بعد وقوع المحذور، ما يعني أنها أجهزة تجاوزها الحدث بل والزمن أيضا، وهذا ما يعني أننا على مشارف نهاية “دورة حضارية” تتعلّق أساسا بنظام بيولوجي-اقتصادي آيل للتقادم، ما يفرض ميلاد سلوكات اقتصادية وبيولوجية مختلفة جذريا تنتج عنها دورة حضارية جديدة، سلوكات ظهرت بوادرها بقوة في سياق الاحتراز من الوباء، وكأننا أمام صورة يسعى فيها الناس لتلافي كل أضرار ومساوئ الرأسمالية مجملة في وباء كورونا، فنحن أمام سلوكات بيولوجية غايتها تقوية البشر لمناعتهم في العالم بسلوك اقتصادي-بيولوجي بديل.

فما يحدث من حجر صحي حسب جيجك سيكون نموذجيا لعالم المستقبل، تنبّأت به بعض الديستوبيات (=توقّع افتراضي بفوضى تطال مدن العالم الكبرى)، نموذج مختلف عن إكراهات الرأسمالية التي تقوم على الاستغلال الفيزيقي للناس، نموذج يستوحي من: 1- بقاء الناس في منازلهم معظم الوقت. 2- العمل عن بعد بأجهزة الكومبيوتر. 3- التواصل الاجتماعي عن طريق الفيديو. 4- ممارسة الرياضة داخل المنزل على آلات الرياضة. 5- استخدام خدمات توصيل الطعام.

كما تكلّم جيجك في مقاله المعلوم (2) عن (نموذج ووهان)، النموذج الذي طَبّق عمليا القطيعة مع السلوكات الاجتماعية الرأسمالية المكرَّسة عالميا، فـ “الحجر الصحي” الذي أشرفت عليه الدولة وسخرت كل الوسائل الترغيبية والردعية لتحقيقه كنموذج مثالي يحتذى في بقية دول العالم أدى إلى مدينة انهارت فيها مظاهر الرأسمالية شكلا ومضمونا: 1- شوارع نصف مهجورة في مدينة كبرى، 2- متاجر مفتوحة دون زبائن، 3- طرق فارغة من الراجلين والسيارات، 4- أفراد يرتدون أقنعة بيضاء، حيث تشير الأخيرة إلى نوع من التوحّد الاجتماعي واختفاء الهوية الفردية كتحدّ واضح لتعددية الحياة الرأسمالية التي تترك الاختيار المطلق للفرد في اختيار الزي، والذي ينتج عنه صورة اجتماعية غير متجانسة للأفراد تكشف عن نزوع فردي لديهم.

أما من حيث السلوك البيولوجي-الاجتماعي المستجد فيتعلّق بتنبّه الناس مجدّدا إلى كيفية تعاطيهم أولا مع الحيوان، سواء تربية له أو استهلاكا لمنتجاته، فقد عرفنا عن التهور الكبير الذي مارسه الصينيون، سواء في تربية الحيوان من حيث اختلاف أنواع حيوانية كبيرة في مرعى واحد، أو من حيث عاداتهم الغذائية التي تبيح أكل ما يأنفه أغلب البشر.

كذلك، فإن للسلوك الجنسي تأثير كبير جدا على مناعة الإنسان، والمعلوم أن الإنسان الصيني ومعه الغربي، يسلك سلوك جنسيا أقرب إلى الفوضوية، ولا يخضع في تفصيلاته لأي تشريع، لذلك فإن الإنسان المعاصر يحتاج في أغلبه إلى إعادة تنظيم حتى يتحصن مناعيا بالسلوك المعقّم طبيعيا سواء في عزل الأنواع في تربية الحيوانات، أو اعتماد نظام غذائي يوازن بين الغذاء النباتي والحيوانات النباتية، ويتقوّى مناعيا بسلوكات روحية تمنحه طاقة ليبيدية (3) محصّنة من الأمراض العصبية والنفسية، فضلا عن تعقيم الحياة الجنسية في إطار محدّد من العلاقة بين المرأة والرجل، وتحصينه بتشريعات ترغيب وترهيب في الالتزام بها، بما يعني أن حصر العلاقة الجنسية في إطار الزواج هو أفضل تعقيم ممكن من الفوضى الجنسية التي أدت إلى مالا قِبَل للأطباء والصيادلة به من أمراض تناسلية، ومعلوم أن للتناسل علاقة وطيدة بالمناعة، ولا أدل على ذلك ارتباط مرض فقدان المناعة بالاتصال الجنسي الفوضوي.

وعموما فإن النظامين البيولوجي والاقتصادي مترابطان من حيث أن تربية الحيوان هو فعل اقتصادي، والنظام الغذائي يكون في الأغلب تابعا لطبيعة الإنتاج الاقتصادي، وأن السلوك الجنسي مرتبط أساسا بدوافع وغايات اقتصادية؛ إذن لدينا: 1- فعل اقتصادي: تربية الحيوان، 2- إنتاج اقتصادي: نظام غذائي، 3- غايات اقتصادية: الجنس وتحديد كم التكاثر الديمغرافي، والتغير الحاصل سيدفع الشعوب المتحررة والعقول المفكّرة إلى التخلّص من معوقات ومنغّصات العيش الطبيعي في إطار من المجال والمناخ الطبيعي، باستعادة عزل الأنواع الحيوانية في المراعي، اتباع نظام غذائي طبيعي، وتكاثر طبيعي بعيد عن الاجهاض واقتلاع الارحام، والمعلوم أن كل المساوئ المذكورة والمعلومة ناتجة عن “التصنيع الرأسمالي” الذي يقوم على مبدأ تحقيق الربح بلا حدود والفتك بالطبيعة بلا حدود.

لقد أكد فالرشتاين مرارا أن مشكلات الرأسمالية الرئيسة الراهنة هي التصاعد الهندسي لـ (4): 1- انخفاض ساكنة الريف و2- تكاليف البيئة، 3- مطالب الديمقراطية، 4- ضعف الدولة، والمشكلتان الأوليان تدلان على هجران الحياة الطبيعية من طرف غالبية الناس على الكوكب وكذا مخلّفات التصنيع التي أصبحت عبئا ثقيلا عن البيئة والمجتمعات، البيئة من حيث التلوث والانحباس الحراري بما فيها إفساد الطبيعة البشرية: الجسمية والسلوكية، إضافة إلى كون الشركات الكبرى تسعى للتهرب من مشكلة النفايات وإلقاء تكاليف التخلص منها على الدول والشعوب، ثم ولأن الحياة أصبحت مصنّعة فإنها لم تترك للإنسان فرصة لاختيار حياة الريف الطبيعية، وجعلته يتهافت ذاتيا على مزايا الحياة المدينية التي طغت عليها أشكال التصنيع ليس في منتوجاتها فحسب إنما حاجياتها أيضا أصبحت مصنّعة ومكيفة حسب دوافع وغايات الإنسان الرأسمالي (Homo Economicus).

خاتمة:

إن الحجر الصحي في جوهره لحظة اختلاء وصفاء مناقض لرغبة البيان الطلابي العالمي لسنة 1966 الذي طالب في خاتمته بالعيش دون وقت فراغ والتمتع دون عوائق، وهو ما يبدو أنه صادف هوى في نفس الرأسماليين الذي أقحموا الإنسان في دوامة الاستهلاك بحيث يحضر نموذج ووهان خارما له بشكل واضح وكاسح، نموذج الحجر في ووهان يواكب انسحابا صوفيا نحو الصفاء والتخلص من منغّصات وغثيان المشاغل والملهيات الرأسمالية، حيث الإنسان في الرأسمالية يكون مشغولا عن نفسه حتى وهو في عز عطلته السنوية حيث لا نهائية حياة العرض والطلب، حياة السوق الرأسمالية.

فسياسة الحجر إذن هي سياسة معاكسة للتوجهات الرأسمالية، إنها تجعل الفرد غير المعادي للرأسمالية يتمنّع بشكل لا إرادي عن ضخ الحياة في الرئة التي تتنفسها الرأسمالية، إن منطق الحجر الصحي يقوم على فكرة أنّ “إنقاذ الفرد لنفسه هو إنقاذ للجميع”، ذلك أن أخلاق الرأسمالية حسب جيجك تُملي على النافذين إنقاذ أنفسهم وأحبائهم ولا مانع عندهم من إغراق الجميع، وللرأسمالية تاريخ في ذلك.

————————————————

(1)- يناقش جارد دياموند مصائر المجتمعات البشرية في التاريخ ومآلاتها ازدهارا أو انهيارا بمنهج فريد في بابه مستحدث الصنعة هو منهج “التجربة الطبيعية” حيث يقحم نفسه في ضرب من المعايشة المكانية المباشرة لأحداث الماضي مع معرفة مكتبية موسوعية بتاريخ الجغرافيا المدروسة، والتاريخ عند يمتد إلى التاريخين التطوري للكائنات العضوية والجيولوجي للطبقات بما هو عالم جغرافيا، والمعلومة الواردة هنا موجود في الفصل الحادي عشر من كتابه المترجم إلى العربية سنة 2007 (أسلحة جراثيم وفولاذ)، وعنوان الفصل: “هدية مميتة من الحيوان”، الصفحة 279.

(2)- قدّم سلافوي جيجك قراءة ماتعة لوباء كوروني، والمتعة هنا تأتي من مفارقة يتفرد بها جيجك وهو جمعه من الثرثرة مابعد الحديثة، والطوباوية الاشتراكية، فهو على حد أحد الكتاب بأنه صاحب قدرة استثنائية على الإمتاع والمؤانسة والتلاعب بالمصطلحات والسخرية والأهم من ذلك أنه قادر على الكلام لساعات دون أن يقول شيئا! وعلى ذلك فيبدو أنه خلّد مقولة ستبقى للتاريخ مفادها أن كورونا يمتلك كل المؤهلات لتكون نقطة تحول في التاريخ، والمقال بعنوان: (كورونا كفرصة للتحرر والديمقراطية ومناهضة الاستهلاك)، نشر مترجما على موقع مونت كارلو الدولية بتاريخ 2020/02/27.

(3)- تؤكّد الدراسات البيولوجية للدين مسائل مهمّة أولها هو ما ذكر عن “غريزة الرّب” بوصف التدين جينة وراثية تدفع الفرد في أحد مراحل نموه البحث عن الذات الإلهية، إضافة إلى ذلك إلى الدور المحوري للطقوس الدينية في تأسيس الاجتماع البشري، وانتهاء إلى كون الممارسات الشعائرية والانصهار فيها يولّد شعورا بالارتياح تحفّزه هرمونات مسؤولة عن ذلك، وهو ما يحرر الإنسان المتدين من الارتهان المستمر والدائم بنصالحه الدنيوية، حيث الدخول في الممارسة الشعائرية يساعد بشكل كبير على تحقيق قطيعة نفسية وعصبية تنتهي إلى إشعار الانسان بالراحة في غمرة التحديات التي تفرضها عليه الاكراهات الاجتماعية.

(4)- الفكرة الرئيسة التي حام حولها إيمانويل فالرشتاين عالم الاجتماع الأمريكي تتعلّق بمدى قدرة الرأسمالية بوضفها الحضارة الإنسانية والنظام السياسي الاجتماعي على الاستمرار في ظل انسدادات أساسية حاصلة اليوم، انسدادات كانت ثمرات مباشرة أوغير مباشرة للثورة العالمية 1968، فإفرازات المرحلة الراهنة حسبة ستفضي إلى نهاية حتمية للرأسمالية فيما لا يتجاوز عشرين إلى ثلاثين سنة قادمة اعتبارا من هذه الفترة 2020، مؤكدا على أن البديل غير معروف ولا طبيعة البديل، إنما المؤكد أن الجميع قادر على الإسهام في صناعته، أفرادا وجماعات، وفي مسألة مشكلات الرأسمالية ينظر كتابه: نهاية العالم: كما نعرفه المترجم إلى العربية سنة 2017.

داخل المقالات
أبريل 2025
د ن ث أرب خ ج س
 12345
6789101112
13141516171819
20212223242526
27282930  

الأرشيف

إحصائيات الموقع

167244
اليوم : 126
الأمس : 117
هذا الشهر : 4420
هذا العام : 15956
مشاهدات اليوم : 510
مجموع المشاهدات : 506664
المتواجدون الآن : 2