أو كيف تلاحمت العلوم الإجتماعية مع العلوم الطبيعية؟
من أعمال مؤتمر العلوم الاجتماعية والإنسانية الذي عقده المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في دورته السابعة بالدوحة في يومه الثاني، الأحد 24 آذار/ مارس 2019.
سعى محمد عبد النور في مداخلته “الفصل والوصل بين الإنساني والطبيعي في علم الاجتماع ومكانة المقاربة البيوسيميائية”، من جهته لاستكشاف ظهور العلاماتية الحيوية (البيوسيمياء)؛ بوصفها نموذجًا إبستيمولوجيًا تاليًا ومتجاوِزًا لنماذج الوعي واللغة والعلامات، وبحثًا لانعكاسها على النظرية الاجتماعية، من خلال تتبّع علاقة فكرة التطور التي ظهرت في ميدان البيولوجيا بعلم الاجتماع انطلاقًا من هربرت سبنسر، وصولًا إلى إدوارد ولسون؛ إذ لم يتجاوز الأمر في البداية مجرد التشبيه بين الوجود الاجتماعي والكائن العضوي حتى انتهى إلى حقيقة الارتباط العضوي الفعلي والمباشر بين التركيب الجيني الوراثي للإنسان وسلوكه الاجتماعي، مع ما رافق ذلك من تحول في الخلفيات الأيديولوجية والدوافع السياسية للأنثروبولوجيا، التي تحوّلت من ممارسة استعمارية توطّد فكرة التفوق العرقي والعنصري، إلى فكرة التطوير التي تعيد الاختلافات الثقافية إلى العوامل البيئية التي تطبع الجغرافيا العالمية وتشكّل سببًا رئيسًا في التنوع الاجتماعي البشري.
(عن موقع المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات)
الملخّص:
الملخّص: استكشف المحاولة ظهور العلاماتية الحيوية (البيوسيمياء) كنموذج إبستمولوجي تال ومتجاوِز لنماذج: الوعي واللغة والعلامات وبحث انعكاسها على النظرية الاجتماعية، وذلك من خلال تتبّع علاقة فكرة التطور التي ظهرت في ميدان البيولوجيا بعلم الاجتماع انطلاقا من سبنسر ووصولا إلى إدوارد ولسون، حيث لم يتجاوز الأمر في البداية مجرد التشبيه بين الوجود الاجتماعي والكائن العضوي حتى انتهى إلى حقيقة الارتباط العضوي الفعلي والمباشر بين التركيب الجيني الوراثي للإنسان وسلوكه الاجتماعي؛ مع ما رافق ذلك من تحول في الخلفيات الأيديولوجية والدّوافع السياسية للأنثروبولوجيا التي تحوّلت من ممارسة استعمارية توطّد فكرة التفوق العرقي والعنصري إلى فكرة التطوير التي تعيد الاختلافات الثقافية إلى العوامل البيئية التي تطبع الجغرافيا العالمية وتشكل سببا رئيسا في التنوع الاجتماعي البشري؛ ومحصّلة الموضوع أن الفصل الاعتباطي الذي تصوره مفكّرو التنوير وفلاسفته بين الحياة الاجتماعية والحياة العضوية للكائنات الحية خضع لمراجعات عميقة تعيد قراءة المسلّمة وفقا للمعطيات السببية والتطورية دون إقصاء لفكرة القصدية ومنهج التأمل الفلسفي، ذلك ما تشتغل عليه مؤسسات بحثية ومتخصصون جماعات وفرادى بما سيمكن من تحقيق نتيجتين أساسيتين هما: 1- بناء ابستمولوجيا جديدة يتم على أساسها مراجعات الكثير من المناهج واستحداث أدوات استكشافية قد تؤدي إلى انقلابة ثورية في تصور العلوم وممارسة البحث العلمي، فضلا عن التوحيد الذي تتطلبه الابستمولوجيا المستحدثة بين الثقافتين الإنسانية والعلمية، 2- بناء تصور كوني للممارسة العلمية قائم على السببية والاستقراء التامين يعزّز الموضوعية من جهة ويدعم فكرة التشارك الإنساني في بناء المعرفة وتحرير الإنسانَين الغربي والشرقي من عقد التفوق والدونية بما ينتج عنه موقف سياسي يسير نحو تحقيق فعلي أشمل وأتم لقيم العدالة والمساواة.
الباحث محمد عبد النور متحدثًا عن مشاركته في فعاليات اليوم الثاني من مؤتمر #مؤتمر_العلوم_الاجتماعية والإنسانية
Publiée par المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات sur Dimanche 24 mars 2019