نظرية التعلم الجشطالتية وعلاقتها بالفلسفة الظاهراتية

راس نعامة أحمد، خديجة كعبوش (*)

الجشطالت (Gestalt) جزءا من مصطلحات علم النفس الفنية المستخدمة عالميا ، و الكلمة تعني أقرب ما يكون الصيغة أو الشكل أو النموذج أو الهيئة أو النمط أو البنية أو الكل المنظم ، كذلك الكل المتسامي و الجشطالت كل مترابط الاجزاء باتساق و انتظام ، أو نظام فيه تكون الاجزاء المكونة له مترابطة ترابطا ديناميا فيما بينها و ما بين الكل ذاته ، أو قل هو كل متكامل كل جزء فيه له مكانه و دوره و وظيفته التي تتطلبها طبيعة الكل ، و الجشطالت هو النقيض للمجموع إذ أن المجموع ليس أكثر من حزمة من الأجزاء أو سلسلة من القطع او الاجزاء التي قد تكون مشبوكة أو ملصقة بعضها ببعض بطريقة عشوائية فهذه المدرسة (الجشطالت) يحلون محل التحليل وصفا ظاهراتيا (فالظواهر السيكولوجية هي التجارب المباشرة للشخص ، بدليل أن التحليل موصوم بأنه خداع و مشوه للحقيقة ثم استبداله بالحدس الذي هو عودة إلى المعطيات المباشرة للشعور).
يعتبر ماكس فرتيمر (1880 -1943 ) مؤسس النظرية الجشطالتية وانضم إليه ولفنج كوهلر (1887-1967). وكيرت كوفكا (1886-1941) وقد نشرا أبحاث النظرية أكثر من فرتيمر.
ولدت النظرية في ألمانيا وقدمت إلى الولايات المتحدة في العشرينات على يد كوفكا وكوهلر وفي 1925 ظهرت النسخة الانجليزية للتقرير الذي يضم تجربة كوهلر المشهورة عن حل المشكلات عند الشمبانزي ، وأول المنشورات كان مقال تحت عنوان الإدراك مقدمة للنظرية الجشتلطية
النظرية الجشطالتية واحدة من بين عدة مدارس فكرية متنافسة ظهرت في العقد الاول من القرن العشرين ( 1910)كنوع من الاحتجاج على الاوضاع الفكرية السائدة آنذاك و المتمثلة بالنظريات الميكانيكية و الترابطية ، فقد طغت نظرية علم النفس التي صاغها وليام فونت و وندت على أساس من مفهوم نيوتن للكون، على المجال الفكري، وكانت هذه النظرية تعتبر علم النفس علم الحياة العقلية أو العلم المكمل للعلوم الطبيعية الأخرى مثل الفيزياء و الكيمياء، فالنفس ( Psyche ) في محتواها يمكن تقسيمها ، عن طريق الاستبطان الدقيق (كما يقوم به الملاحظ المتمكن و المتدرب ) ، إلى عناصرها الجزئية ، و القوانين التي يمكن بمقتضاها ربط هذه العناصر بعضها ببعض الآخر من أجل تشكيل الكل العقلي و الوصول إلى فهم لهذا الكل العقلي يتطلب ضرورة فهم عناصره الجزئية و كيف تتشابك هذه الذرات النفسية بعضها ببعض .
وقد عارضت النظرية الجشطالتية و شقيقاتها (أي مدرسة الكيفية الجشطالتية و المدرسة الكلية و نظرية الطبقات و غيرها ) هذه النظرة إلى النفس الإنسانية المتمثلة في أن هذه النفس ليست أكثر من الجموع الكلي لأجزائها المكونة لها و المتمثلة في الاحاسيس و المشاعر و غيرها ، أليس العقل أكثر من مجرد مجموعة أو خليط مما يحتويه ؟ أليست الألحان الموسيقية أكثر من بكثير من مجرد النغمات المتوالية التي تتكون منها ؟ و هل المربع هو مجرد مجموع أربعة خطوط مستقيمة متساوية و أربعة زوايا قائمة ؟ أليست السيمفونية شيئا يختلف كل الاختلاف عن مجرد مجموع الاصوات التي يصنعها مجموعة مختلفة من الموسيقيين عن طريق مجموعة من الآلات الموسيقية في آن واحد و في غرفة واحدة ؟ ويرى فريتمر أنه طالما تأتي كل من المدركات والأفكار والخبرة في صورة كلية مركبة، فما الداعي إذن إلى تحليلها ثم البحث عما يربطها.
أما الشيء الذي أدي إلى ظهور المدرسة الجشطالتية و النظريات الاخرى المنافسة لها يمثل الاعتقاد الراسخ بأن الصورة الآلية الارتباطية الخاملة للنفس البشرية لا تعبر بحق عن الطبيعة الفنية الخلاقة ذات الطبيعة العقدة التنظيم للعمليات و الحوادث العقلية
و النظرية الجشطالتية أكثر المدارس الكلية تحديدا و لذلك كانت أكثرها نجاحا و أبعدها أثرا ، و كان اهتمامها الأول منصبا على سيكولوجية التفكير (وهو عملية غالبا ما تظهر خصائص لا يمكن تفسيرها تفسيرا مناسبا بمجرد النظر في الاجزاء فحسب ) و على مشاكل المعرفة بصورة عامة ، وسرعان ما امتدت المدرسة إلى مجالات حل المشكلات و الإدراك و الجماليات و الشخصية و علم النفس الاجتماعي ، و كذلك تقدم الكثير من المقترحات الأساسية لعملية التعلم
وفي رأي علماء المدرسة الجشطالتية أنه إذا ما أردنا ان نفهم لماذا يقوم الكائن بالسلوك الذي يسلكه فلابد لنا من أن نفهم كيف يدرك هذا الكائن نفسه و الموقف الذي يجد فيه نفسه، و من هنا كان الإدراك من القضايا الاساسية في التحليل الجشطالتي بمختلف أشكاله
 الإدراك الحسي
بداية سنعرض تعريفا وجيزا للظواهرية عامة و للإدراك خاصة
تعريف الظاهراتية بمعناها المركب هو جعل الوجود يظهر من تلقاء ذاته فممارسة الفينومينولوجيا هو مساعدة الشيء على الظهور و تمكينه من الإفصاح بغية إدراكه و كأن الفينومين (الظاهرة ) هو الشيء المنسحب و المتخفي لأنه لايتجلى بذاته و هذا مايجعله متعرضا لتجاهل لذا كان هذا المنهج يستجيب لإظهار المستتر في كنهه
و النظرية الظواهرية (من ظاهرة ) تفسر الإدراك إنطلاقا من العوامل النفسية كالشعور و العاطفة و الإرادة كما يسميها هوسرل بفعل الإدراك ، وما يؤكد ذلك أن إدراكنا للعالم الخارجي لا يكون ثابتا بل متغيرا حسب حالتنا النفسية والإدراك الذي هو فعل من أفعال الوعي لأن الأشياء هي ما يظهر لوعيينا فيما سمي بـــــ : الظاهراتية (الفينومينولوجيا ) والتي تريد فهم حركات الوجود الزمانية و التارخية
التعلم يعتمد على الإدراك الحسي لما كان التعلم عملية إكتشاف للبيئة و للذات فإن مظهره الحاسم هو المظهر المعرفي ، و التعلم يعني إكتشاف طبيعة الحقيقة أو معرفة ماهو حقيقي ، والتعلم متعلق بإدراك ماهو حاسم في أي موقف من المواقف أو معرفة كيف تترابط الاشياء والتعرف على البنية الداخلية للشيء الذي على المرء أن يتعامل معه
هو عبارة عن عملية تأويل الإحساسات تأويلا يزودنا بمعلومات عما في عالمنا الخارجي من أشياء ، أو هو العملية التي تتم بها معرفتنا لما حولنا من أشياء عن طريق الحواس ، كأن أدرك أن هذا الشخص الماثل أمامي أستاذ في الفلسفة مثلا ، وأن ذلك الحيوان الذي أراه هو قط وأن هذا الصوت الذي أسمعه هو صوت طائرة ، وأن هذه الرائحة التي أشمها هي رائحة العطور ، وكأن أدرك أن هذا التعبير الذي ألاحظه على وجه شخص ما هو تعبير عن الغضب وأن هذا الكتاب أكبر من ذلك …
ومن هنا يتبين أننا ندرك أشياء متمايزة منفصل بعضها عن بعض ، أي ندرك أشياء تنطوي على دلالة ومعنى ، فمثلا لو ألقينا نظرة من النافذة لرأينا عمارات وأشخاص وسيارات متمايزة لا يتداخل بعضها في بعض ، بل وحدة مستقلة منفصلة عما حولها من أشياء لها معنى خاص ، كذلك الحال في صوت الاستغاثة الذي أسمعه من جهة معينة ، فهو ليس مجرد موجات صوتية تقرع الأذن ، بل إنه صوت متمايز يبرز في مجال الإدراك على ما أسمعه من أصوات أخرى ، كما أنه ينطوي على معنى خاص ، أما عن الكيفية التي يتم بها هذا التحول المذهل من أشعة وموجات إلى إدراك وحدات منفصلة محددة.
نقول في بادئ الأمر إن علم النفس الترابطي كان يرى أن الأشياء تبرز في مجال إدراكنا نتيجة نشاط عقلي يربط بين إحساسات منفصلة مختلفة ، ومن هذا الترابط تتألف الأشياء التي ندركها ، بيد أن المدرسة الجشطالتية ترى أن العالم الذي يحيط بنا عالم يتألف من أشياء ومواد ووقائع منتظمة وفق قوانين خاصة وبفعل عوامل خارجية موضوعية تشتق من طبيعة هذه الأشياء نفسها لا نتيجة نشاط عقلي ، تنتظم المنبهات الحسية في وحدات تبرز في مجال إدراكنا ، ثم تأتي الخبرة اليومية والتعلم فتقرع على هذه الوحدات معاني ودلالات ، وفيما يلي نعرض أهم العوامل الموضوعية التي تنتظم بمقتضاها التنبيهات الحسية في وحدات مستقلة بارزة ، والتي انتهت إليها مدرسة الجشطالت :
o عامل التقارب: إن التنبيهات الحسية المتقاربة في مكان أو في الزمان تبدو في مجال إدراكنا وحدة مستقلة محددة وصيغة بارزة.
o عامل الشمول: تميل بنا الملاحظة إلى أن ندرك النجمة نجمة لا مثلثين متداخلين ، لأن النجمة تتميز باحتوائها وشمولها جميع العناصر المكونة لها.
o عامل التشابه: إن التنبيهات الحسية المتشابهة في اللون أو الشكل أو الحجم أو السرعة أو الشدة وكذلك النغمات التي تعزف بآلة واحدة ندركها صيغا مستقلة وذلك لأنها متشابهة من حيث المصدر.
o عامل الاتصال: إن النقط التي تصل بينها خطوط تدرك صيغة واحدة.
o عامل الإغلاق: من الملاحظ أن التنبيهات والأشكال الناقصة تميل في إدراكنا إلى اكتمال فنحن نرى الدائرة التي بتر جزء منها دائرة كاملة.
o إلى جانب هذه العوامل الخارجية الموضوعية المؤثرة في عملية الإدراك الحسي ، فإن هناك عوامل أخرى ذاتية ترجع إلى الشخص نفسه ونذكر منها ما يلي:
o عامل الذاكرة: المقصود من هذا العامل في عملية الإدراك الحسي هو أن الإنسان يدرك الأشياء التي سبق أن خبرها في الماضي أسهل من الأشياء التي لم يسبق أن مرت بخبراته ، فنحن نقرأ الكلمات الإنجليزية التي سبق أن حفظناها بطريقة أسهل من الكلمات الجديدة علينا.
o عامل التوقع والتهيؤ النفسي: نشير من خلال هذا العامل إلى أن الفرد يدرك الأشياء كما يتوقع أن تكون عليه ، لا كما هي في ذاتها ، وقد عرض باحثون مجموعة من الكلمات عديمة المعنى على شاشة سينما على مجموعتين من الأشخاص ، وقبل العرض أخبرت المجموعة الأولى على أن الكلمات التي ستعرض عليهم تدور حول وسائل المواصلات والسفر ، وأخبرت المجموعة الثانية على أن الكلمات تدور حول الحيوانات والطيور.
o فكانت إجابات المجموعة الأولى تدور حول وسائل المواصلات بنسبة تقدر بـ 71% بينما كانت إجابات المجموعة الثانية عبارة عن أسماء طيور وحيوانات بنسبة تقدر بـ 64 % ، واعتمادا على هذه التجربة نستطيع القول إن إدراك الفرد قد يتأثر بالاستعداد العقلي والتهيؤ النفسي للشخص المدرك.
o عامل الحالة الجسمية والنفسية : كذلك يتأثر إدراكنا للعالم الخارجي بحالاتنا الجسمية والنفسية أثناء عملية الإدراك ، حيث عرض بعض الباحثين عدة صور وراء زجاج غير شفاف على جماعة من الأطفال في حالة جوع شديدة ، فأدرك هؤلاء الأطفال الصور مأكولات وفواكه وأطعمة ، هذا كما يتأثر الإدراك بالاتجاهات العقائد والعواطف والميول والنزعات الشخصية للفرد.
 الإدراك عملية تأويل
قد ينظر الطفل الصغير إلى لعبة ما فيراها أشياء مجسمة لكنه لا يدركها وهو يسمعنا نتحدث لكنه لا يدرك ما نقول ، فعليه إذن أن يبدأ في تعلم أسماء الأشياء وخواصها واستعمالاتها ، كما عليه أيضا أن يتعلم معاني الألفاظ التي يسمعها ومعاني الكلمات التي يراها مكتوبة ولا شك أن بعض المعاني تكون فطرية غريزية عند الحيوانات الدنيا فالطائر يستجيب بالغريزة ، أي دون تعلم سابق للمواد التي يبني بها عشه كما لو كان يعرفها ، لكن الإنسان عليه أن يتعلم الغالبية العظمى من هذه المعاني كي يستطيع التأويل على الفور ما يبرز في مجال إدراكه من صيغ إن كانت صيغا مألوفة له، فإن كانت الصيغ غريبة أو جديدة أو معقدة ، يصعب عليه عندئذ إضفاء معنى عليها ، فهو بذلك يحتاج إلى شيء من الوقت والجهد والتحليل حتى يتضح له معناها.
ونحن الكبار حين نكون بصدد شيء مبهم غامض أو غريب ينفتح أمامنا المجال لنأوله تأويلات شتى ، وهي تأويلات تتوقف على حالاتنا النفسية والمزاجية الدائمة والمؤقتة ، الشعورية واللاشعورية ، نئول الحاضر في ضوء الماضي وخبرتنا السابقة ، فهذا الصوت الذي أسمعه من بعيد أدركه قطار مقبلا أو مدبرا أو صوت طائرة أو سيارة من نوعا ما، وقد لا ندرك ما يدركه الفلكي في السماء ، كما لا ندرك في السيارة ما يدركه الميكانيكي ، ولا ندرك في اللحن الموسيقي ما يدركه الفنان ، وقد ندرك أشياء ونعرفها من خبرتنا السابقة قد لا يدركها أشخاص آخرون ، وعليه نقول : إن الناس مختلفون في إدراكهم للشيء الواحد اختلافا كبيرا أو متوسطا أو ضئيلا وذلك لما بينهم من فروق فردية في السن والخبرة والذكاء والثقافة والمعتقدات ووجهات النظر ..
وحوصلة القول هو أن الإدراك ليس كالإحساس الذي هو عبارة عن عملية تسقط فيها موضوعات العالم الخارجي على حواسنا المختلفة فالإدراك عملية معقدة لا تتلخص في مجرد استقبال انطباعات حسية ، حيث تتداخل فيه الذاكرة والمخيلة وإدراك العلاقات في تأويل ما ندركه ، فالعقل يضيف ويحذف وينظم و يأول ما يتأثر به من انطباعات حسية ، فإذا كانا دون الإحساس لا ندرك شيئا فنحن بالإحساس وحده لا ندرك شيئا ، وهذا يعني أن نشاط الحواس ليس كل شيء في عملية الإدراك ، وبعبارة أخرى نقول : إنه ليس من اللازم أن تؤدي كل إثارة لإحدى الحواس إلى إدراك ، أي لكي يتم الشعور بالمثير الخارجي فلابد من توفر عنصر الشعور لدى الفرد حتى يتم إدراك المثير ولابد من النضج الفكري حتى يتميز ويأخذ معنى مطابقا ولابد من وجود الذاكرة ليحفظ ويتحول إلى خبرة جديدة لتتشكل لديه صيغة منظمة متماسكة من مجموعة الأجزاء المتفاعلة.
ومن أبرز خصائص الصيغة أنها ليست عبارة عن مجموعة الأجزاء المرصوصة رصا أو مجموعة تجميعا آليا، بل أن هذه الأجزاء متفاعلة يؤثر بعضها في بعض وبينها علاقات تجمعها وحدة معينة ، وعلى هذا الأساس فليست الصيغة مجرد مجموعة أجزاء ، بل هي صفات غير صفات الأجزاء ، فالمربع الهندسي صيغة له خصائص لا توجد في كل خط من خطوطه الأربعة على حده ، فالصيغة هي التي تعطي الأجزاء معناها وصفاتها ، فليس للأجزاء صفات أو وظائف مطلقة وإنما هي تشتق معناها من الكل الذي يحتويها.
واعتمادا على ما سبق ذكره نقول : إن الإدراك يسير من الكل إلى الجزء من المجمل إلى المفصل ، فحينما ينظر الإنسان إلى صورة أو إلى منظر طبيعي لكان أول ما يراه من الصور أو المنظر انطباعا عاما مجملا ، فلو أطال النظر والتأمل أخذت تفاصيل الصورة أو المنظر تثبت إلى عينيه واحدة بعد الأخرى ، وقد يستطيع بعض الرعاة إدراك نقص القطيع دون تعداده ، ذلك لأن النظرة الإجمالية العمة والإدراك الإجمالي العام سابق التحليل والتعرف على الأجزاء.
أما إذا تكلمنا عن الخداع أو الخطأ في الإدراك فإننا نقول في بادئ الأمر أن الخطأ في الإدراك قد يرجع إلى مرض الحواس نفسها فضعف الإبصار وعمى الألوان وقصر النظر وغير ذلك من الأمراض تؤثر تأثيرا سلبيا في عملية الإدراك ، أما الخداع فإنه سوء تأويل للواقع كأن تسمع صرير الباب فتظنه صديقا يناديك أو شخصا آخر يتحدث ، أما جميع المؤثرات الصوتية والبصرية التي تستخدم في التلفزة والسينما والرسوم المتحركة ما هي إلا خداع معروض عرضا بارعا ، وقد يرجع الخداع في عملية الإدراك إلى عوامل خارجية فيزيقية وأخرى ذاتية نفسية ، فمن الخداع الفيزيقي رؤية القلم منكسر في الماء ، ومن الخداع النفسي ما يرجع إلى العادة والألفة ، كالخداع الذي يعرف بخداع أرسطو بحيث إذا وضعت قلما بين السبابة والوسطى وراكب أحدهما فوق الآخر لأدركت أنك تمسك قلمين أثنين لا قلما واحدا ، وهناك أيضا ما يرجع إلى التوقع والتهيؤ الذهني وإلى الانطباعات الإجمالية أو ما يسمى بالخداع البصري الهندسي الذي يعرف بخداع ميلر لير.
مفاهيم الجشطلت
 إن مدرسة الجشطلت جاءت لمواجهة النزعة التجزيئية – الميكانيكية- والترابطية التي جاءت بها السلوكية
 إن المنهج الفينومينولوجي جاء لمواجهة النزعة التحليلية الطبيعية التي سيطرت على العلوم واختزلتها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 يرى الجشطلت أنه ينبغي أن ينظر إلى الظواهر في كلياتها من دون تجزيء عناصر ذلك الكل
 الظاهراتية هو منهج وصف الظاهرة مباشرة كما هي وهي تتعارض مع المنهج التجزيئي الطبيعي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 فهم الموضوع متوقف على الكل وأن الجزء لا يكتسب معناه إلا في اطار الكل
 لفهم الموضوع يجب أن لا نجزئ الوعي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 كلما تغير الانتظام تغير معه الإدراك الحسي
 كلما تغير الشعور تغير معه الإدراك للعالم الخارجي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 إضفاء الانتظام على الأشياء داخل الكل تتكشف وتتضح
 استيعاب الوعي للأشياء يعني أن يضفي عليها نظاما معينا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 المعنى هو العنصر الجوهري في العملية الإدراكية لأنه هو الذي يربط بين وحدات الشكل؛ وهو الانتقال من الغموض و اللامعنى إلى فهم مبادئ التنظيم والحصول على المعنى يعتبر نموذجا نمطيا للتعلم
 المعنى هو الانتقال من وضعية اللا معنى للأشياء إلى موقف له معنى تكون فيه العلاقات بين الأجزاء مفهومة وتعني شيئا ؛ أي قابلة للفهم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 الاستبصار مفهوم يدل على الاكتشاف الفجائي للحل في اطار وضعية تطرح تساؤلا
 حصول المعنى فجائي وغير منتظر وهي لحظة اكتشاف الشيء الذي يسبقه التأمل وحصول المعنى في لحظة غير معلومة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 الاستبصار يحدث ويقع عقب فترة من التأمل والانتظار فالصدفة لا تختار إلا العقل المستعد
 الفجائية لا تحصل من فراغ بل بعد تفكير وتأمل وعمل جاد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 الحماس للمواصلة تخلقه لحظة الوصول إلى المعنى
 الحماس للمواصلة يخلقه البعد التأملي -الحقيقة المعاشة-
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 إن الجشطالت تقوم على نظرة للموضوع لاستخلاص صفاته وتنظيمها في الإدراك
 تقوم الظاهرية على نظرة معينة للإدراك الحسي ، فما يدرك مباشرة في العالم الخارجي ليس الموجودات المادية بل صفاة لها فهي ترد الأشياء المادية إلى منظومات من الإحساسات والأفكار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 الحقيقة تكمن في الشكل والصورة فالإدراك ليس تجميعا للإحساسات بل إنه يتم دفعة واحدة
 إن المرء مثلا : عندما يدرك بيتا لا يدرك جزئياته وتفاصيله أولاً بل يدركه دفعة واحدة في كليته وباعتباره إدراكا للكلي أو المقولي.

بحث مقدّم للمشاركة به في ندوة الفكر الظاهراتي التي نظّمت في نادي نزهة لألباب بغرداية يوم 2017/04/01 تحت إشراف الأستاذ محمد عبدالنور.

—————————

(*) السنة الثالثة علم النفس، جامعة غرداية

داخل مسالك المعرفة
مايو 2025
د ن ث أرب خ ج س
 123
45678910
11121314151617
18192021222324
25262728293031

الأرشيف

إحصائيات الموقع

168277
اليوم : 74
الأمس : 89
هذا الشهر : 732
هذا العام : 16989
مشاهدات اليوم : 91
مجموع المشاهدات : 509076
المتواجدون الآن : 4