في غزو البيولوجيا للعلوم الاجتماعية

من علم الأحياء الاجتماعي (Sociobiology) إلى علم النفس التطوري (Evolutionary Psychology)
في كتاب علم الاجتماع النظري (Theoretical Sociology) وفي عرضه لأثر علم الأحياء في علم الاجتماع لا نجد أي أثر لكتاب إدوارد ويلسن (علم الأحياء الإجتماعي) 1975، ولما نقرأ كتاب (علم النفس التطوري) لديفيد باس، لا نملك إلا أن نقول بأن علم الاجتماع هو فرع من فروع علم النفس!

لكن بادي الرأي أن الأمر يعود إلى النشاط العلمي والتوقد الذهني لأصحاب التخصص مادام العلمان متداخلان جدّا.
فالباحثان اللذان قدما تطويرا ملحوظا لنظرية ويلسن السباقة إلى الظهور -توبي وكوسميدس- هما سيكولوجيا الاختصاص.
وما جعل من علم الاجتماع وأصحابه مُعرِضين عن الموضوع رغم السبق إليه -أقصد الإعراض عن غزو البيولوجيا للسوسيولوجيا- أمران:
الأول هو أن ويلسن كان عالم أحياء، وبالتالي فإن نظريته صدرت من خارج الحقل السوسيو-معرفي لعلماء لاجتماع. وذلك ما يكرّس ذهول المؤسسة السوسيولوجية الكونية عن الموضوع الذي كان بداية الأمر إعراضا صريحا لتوهم علماء الاجتماع أن فكرة “البقاء للأقوى” الأحيائية المصدر تفجر مشروع علم الاجتماع من الداخل.. وهو ما ظهر خطؤه لاحقا، لأن شرط البقاء إيثاري وليس أناني.
والثاني: هو أن فكرة التطور في علم الاجتماع وكما يعرض لها كتاب جوناثان تيرنر (علم الاجتماع النظري) لا تخرج عن بدائيتها كما صاغها سبنسر وكونت وكما طورها بارسونز والتي لم تخرج عن مجرد التطور الوصفي لا العضوي. حيث غاية تتبع تيرنر لفكرة التطور في علم الاجتماع لم تجاوز غرهارت لنسكي..
وهي الفكرة التي حاول دراستها مقال غريغوري دي وبستر 2007 بمنهج الوصف الإحصائي: هل أدى ظهور “علم النفس التطوري” إلى أفول أدبيات “علم الأحياء الاجتماعي”؟ د. محمد عبد النور
داخل المقالات
أبريل 2025
د ن ث أرب خ ج س
 12345
6789101112
13141516171819
20212223242526
27282930  

الأرشيف

إحصائيات الموقع

167249
اليوم : 131
الأمس : 117
هذا الشهر : 4425
هذا العام : 15961
مشاهدات اليوم : 538
مجموع المشاهدات : 506692
المتواجدون الآن : 4